السـلام عليكـم...
( لوحة الطفل الباكي )
( The Crying Boy )
القصة الافتراضية
من منا لا يعرف هذا الطفل !
من منا لا يعرف الدمعتين على وجنتيه !
لماذا يبكي لماذا هو حزين ولماذا هو وحيد وأسئلة أخرى !
وما أصعب الأسئلة التي لا يعرف أحداً لها أجوبة !
The Crying Boy
كانت الدموع تقطر من عينيه البريئتين مبللة ما حولها من بياض الورق !
لقد علم جيداً كيف يختار الألوان المناسبة وهاهو الآن يضع لمساته الأخيرة ليقدم صورة للطفل والدموع تقطر من عينيه البريئتين ...
مازال الطفل يبكي إلى الأبد ...
ظلمه رسامه الماهر والذي حكم عليه بالبكاء مدى الحياة ...
ليحزن ويبكي من يراه للحظة واحدة ...
ثم ينساه وتغيب دموعه مع الذكريات ...
بعد التركيز الطويل ... والمفاضلة بين الألوان ... وسهر عدة ليالي لإتمام الصورة ... تسلل النعاس إلى عيني الرسام ...
لتبدأ القصة ...
خرج الطفل من الصورة وهو يحمل كلبه الصغير بين يديه ... باحثاً عن رسامه وشرارة الانتقام في عينيه ...
فتح الرسام عينيه مذهولاً ...
ونظر إلى لوحته التي أضحت مخلوقاً حقيقياً ملتهب القلب ... متوقد العينين مع إسبال الدموع ...
غاضباً منه ويحاول الانتقام ...
أمر الطفل كلبه بالهجوم ع الرسام ... ففعل دون تردد وهاجم العبقري بضراوة ...
حينها دخلت البهجة في قلب الصغير فمسح دموعه وأبتسم ...
ولكن للأسف ...
أفاق الرسام من نومه فزعاً قبل أن يقضى عليه وأدار برأسه ناحية الصورة ...
فوجد الدمعتين قد مُسِحت من عينا الطفل !
فأعاد رسمهما من جديد !
بعد كل هذا فهي اصبحت...
لوحة مألوفة ـ دون شك ـ لدى الكثيرين
فمن منا لا يعرف هذا الطفل .. أو ينسى هذه الملامح
الملائكية الحزين ..!
و لا أبالغ حين أقول إنها أقدم لوحة رأيتها ..
فمنذ صغري وأنا لا أرى سواها ..
ربما لأنها أثارت تساؤلاتي كثيرا ... وأشغلت
رأسي الصغير .. تلك الدمعات على وجنتي
الطفل ...
لطالما .. تساءلت .. لم يبكي .. وأين أمه .. رفاقه ...... ؟؟
أسئلة كثيرة .. ولا إجابة واحدة حتى .. فما كانت الدموع لتجيب .. !!
وحملت إعجابي بها حتى كبرت .. وازدادت حيرتي
أكثر .. فما السر خلف هذه الدموع التي لا تنقطع ...
والألم .. والوجع .. والضعف الذي لا ينتهي ..
خصوصا وأن المنازل تمتلئ بها ... وحتى الفنان الذي رسمها
لا نعرفه ...
مؤخرا .. وأنا اتصفح رأيت صورة لطفل يشبه هذا الباكي
الصغير .. ففكرت أن أبحث .. وأخيرا
عرفت سر هذا البكاء ...
وجدت حكاية هذه اللوحة في أحد مواقع الفنون ، وسأنقل إليكم هذه الأسطر ...
لتبدا القصة الحقيقية
اللوحة للفنان الإيطالي جيوفاني براغولين الذي لا نعرف الكثير عنه سوى انه عاش
في فلورنسا ورسم سلسلة من اللوحات الفنية الجميلة لأطفال دامعي العيون تتراوح أعمارهم
ما بين سن الثانية والثامنة.. تحت عنوان "الطفل الباكي".
هذه اللوحة بالذات هي اشهر لوحات المجموعة وتصور طفلا ذا عينين واسعتين
والدموع تنساب من على وجنتيه.
من الواضح أن هيئة الطفل تشعر الناظر بالحزن والشفقة وتلعب على وتر
المشاعر الإنسانية بعمق.
لكن لهذه اللوحة قصة أخرى غريبة بعض الشيء.
ففي العام 1985 نشرت جريدة الصن البريطانية سلسلة من التحقيقات عن
حوادث اندلاع نار غامضة كان البطل فيها هذه اللوحة بالذات !
كانت اللوحة ذات شعبية كبيرة في بريطانيا حيث كانت تعلق في البيوت
والمكاتب باعتبار مضمونها الإنساني العميق.
لكن الصحف ربطت بين اللوحة وبين بعض حوادث الحريق التي شهدتها بعض
المنازل والتهمت فيها النيران كل شئ عدا تلك اللوحة.
وتواترت العديد من القصص التي تتحدث عن القوى الخارقة التي تتمتع
بها اللوحة وعن الشؤم الذي تمثله، وكلما وقع حريق في مكان تشكل تلك اللوحة
عنصرا فيه.. كلما أتت النيران على كل شئ واحالت المكان إلى رماد.
وحده الطفل الباكي كان ينجو من الحريق في كل مرة ودون أن يمسه أذى.
ولم تلبث الجريدة أن نظمت حملة عامة أحرقت فيها آلاف النسخ من هذه اللوحة،
واستغل الناس الفرصة ليخلصوا بيوتهم من ذلك الضيف الصغير والخطير!
لكن القصة لم تنته عند هذا الحد، فقد أصابت لعنة الطفل الباكي جريدة الصن
نفسها، ليس بسبب حريق وانما بفعل الإضراب الواسع النطاق الذي قام به
عمالها ومحرروها وانتهى بطريقة عنيفة، مما دفع أصحاب الجريدة إلى التفكير
جديا في إغلاقها في نهاية الثمانينات .
ومن يومها اصبح كل من يعتبر الطفل الياكي نذير شؤم وعلامة نحس عازفا
عن شراء أي منظر لطفل حزين ذي عينين واسعتين !
لكن ذلك كله لم يؤثر في الكثيرين ممن اعتادوا على رؤية اللوحة والإعجاب بفكرتها
ومحتواها الإنساني، وافضل دليل على ذلك أن اسم اللوحة The Crying Boy
تحول إلى عنوان لموقع إليكتروني جميل يضم نسخا مكبرة من كافة ..
أعمال براغولين التي رسمها تحت نفس العنوان .